هكذا تتحدث الأوقاف المصرية عن فتح القسطنطينية الذي نبأ به نبينا عليه الصلاة والسلام ونبأ بالقائد الذي سيفتح هذه الأراضي، روي الإمام أحمد في المسند وغيره، وفيه يقول صلى الله عليه وسلم: لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش.
أليس نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام هو قائدناودليلنا ومرشدنا ألم يؤسس نبينا دولةً قامت بفتوحات عظيمة وعلى هذا الدرب وهذه الأسس قامت الدول الأسلامية المختلفة وكانت كلها عامرة بالغزو والفتوحات، ألم يكن الفتح والغزو من سنة نبينا عليه الصلاة والسلام.
ولكن هذه لم تكن المرة الأولى التي تسئ فيها الأوقاف المصرية للدولة العثمانية، فحدث هذا في العديد من المواقف منها، وصف الحكم العثماني لمصر بأنه أحتلال، وفي السياق ذاته تقوم مختلف مؤسسات الدولة باستخدام منصاتها لتمجيد كل من خان الدولة العثمانية، مثل محمد علي الذي تحالف مع القوي الاحتلالية بل وتحالف مع كل من عادي الأسلام مثل الأنجليز َوالفرنسيين فاستطاعوا من خلاله اضطهاد المسلمين في أوطانهم، والجدير بالذكر أن محمد علي الملقب في التاريخ المقرر في المناهج الدراسية المصرية بباني مصر الحديثة أو صاحب نهضة مصر كان أول من أدخل الأنجليز في حكم مصر ثم تدخلوا عسكرياً بعد ذلك، ومنذ ذلك الحين لم نستقل إلى الأن بدل فقط الأحتلال الأنجليزي بالأمريكي والصهيوني.
فلماذا إذاً يقال كل هذا على الدولة العثمانية؟
الجواب بأختصار أن هذه هي رغبة المحتل الذي يسيطر على ذمام الأمور في مصر ومختلف الدول الأسلامية الآن.
فكلما تنهض تركيا كلما يتذكر المحتل الأمجاد العثمانية والفتوحات الأسلامية التي أذلت الكفر قرون من الزمن.
وأقامت الحق والعدل في قلب أوروبا.
وكلما تذكروا ذلك سارعوا بؤد أفكارنا قبل أن تصل قلوبنا.
يؤدون الفكره حتى قبل أن نفكر بها فقبل أن يتخذ المسلمين تركيا مثال يشوهونها ويشوهون تاريخنا الإسلامي بل ونجحوا في فصل التاريخ الإسلامي عن التاريخ العثماني وهم كتلة واحدة لا تتجزأ أبداً.
ومنذ سقوط الحكم الإسلامي منذ قرن من الزمان تقريباً وهم يعملون على تجريم أركان هامة جدا من أركان الإسلام مثل الجهاد الذي يرادف الان الأرهاب.
وتغير اسم الجيش من الجهادية إلى الحربية ثم من الحربية إلى الدفاع، ولو تأملت هذا التمهيد والتغيير من الجهادية وصولا إلى الدفاع لفهمت الكثير مما يدور في عقول المحتلين الجبناء.
وبكل هذه الأمور وبهذا الخنوع الذي نحن فيه الآن ستظل الغلبة لهم وسنظل نحن ضعفاء فقراء جهلاء مرضى ومهزومين.
ولكن المحزن في الأمر بل الذي يبكيني هو إيمان الشعوب المطلق بهذه الأفكار التي يمررها المحتل مستخدماً مختلف مؤسسات الدولة، فترى الإعلام بمختلف منصاتة يرسخ لذلك وترى السينما والمسلسلات مستخدمة استخدام دنيئ أيضاً للهدف ذاتة، وأما عن الأوقاف والمؤسسات الدينية فحدث ولا حرج حتى القنوات والفضائيات الدينية والمشايخ والدعاة.
فالشعوب المسلمة معذورة وسط كل هذا الزخم والتضليل، ولكن يجب على كل من لديه العلم الوقوف شامخاً أمام هذه المخططات الدنيئة وفضحها باستغلال مالديه من إمكانيات أياً كانت.
وأخيراً ألم تعد هذه الأمور تهجماً علي الدين الحنيف فمن لنا أعز من ديننا ألم تزهق آلاف الأرواح فداءاً وحفاظاً على هذا الدين.
أرى الشعوب تنتفض من أجل كرة القدم ومن أجل النزعات العرقية والقومية التي رسخها المحتل أيضاً ليفرق بيننا كمسلمين.
فترى أمرأة كويتية تخرج بفيديو تسب المصريين فينهال عليها المصريين بالفيديوهات والتغريدات والهاشتاجات.
فماذا عن من يستهدفون الدين ألم تنتفض لديننا.
فمما أضحكني وأبكاني أيضاً خطبة الجمعة لأحد المشايخ والذي يدعي محمود حسنات أحد الدعاة رأيته واقفاً على منبره شامخاً يلقى خطبة بعنوان (أنتصر شباب البابجي)
ممجداً هؤلاء الشباب اللذين اضطروا القائمين على اللعبة إلى حذف التمثال الذي وضع في إحدى المراحل فلا تتجاوزها الا بالسجود له، فرفض هذا الشباب وتركوا اللعبة حتى تراجع القائمين عليها عن هذا الأمر.
هذا أمر طبيعي يا شيخي الجليل، فالمسلم يرفض الركوع والسجود لغير الله وهذا أمر بديهي ولكن لا يصل الأمر لأن تقول لهم أفتحوا لهم الحدود لتروا كيف سيحررون فلسطين، هذا ضلال شيخي الجليل هؤلاء الشباب مسلمون لا نختلف على هذا ولكنهم أبطال في عالمهم الأفتراضي فقط وهذا أيضا ما رسمه العدو لشبابنا فكيف لشعب يسير خطوة بخطوة على خطى عدوه وكما يريد عدوه أن يكون بطلا، وأيضاً يجب عليك أن تقول لهم حرروا أوطانكم أولاً حتى تستطيعون تحرير فلسطين التي هي وطننا أيضاً وكل بلاد الإسلام كذلك.
شيخي الجليل لا تنسى أن تقول لهم أن شعوبنا نهكت في أمور دنيوية وضعها فيها المحتل حتى يسلب إرادتنا.
ويصنع لنا أيضاً ما ننفس فيه عن أنفسنا، فإن وجدنا بعض الوقت لنلتقت أنفاسنا وشعرنا ببعض الفراغ فنجد أمامنا البابجي وغيرها من الألعاب حتى لا نفكر في أمور نافعه.
شيخي العزيز محمود حسنات هل سيُكتبَ لي يوماً أن أراك تنتفض لأجل قضية أمتنا الإسلامية؟
هل سآراك يوماً تدعوا شباب البابجي أن يتركوا لعبتهم وينتبهوا إلى واقعهم المرير.
وأخيرا أريد ذكر ملحوظة وهي أن الخير فينا إلى أن تقوم القيامة فلا يشعر أحد القراء باليأس بل فكر كيف تخدم القضية.
والعدو ينتصر علينا ليس بفطنته ولكن بتقصيرنا مع الله وبعدنا عن ديننا.
الله ينور عليك تسلم
ردحذفاخي العزيز تسلم عيونك
حذف