إنه في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي تحديداً في ال29 من شهر مايو لعام 1453 ميلادياً فتحت القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، بعد حصار أستمر 53 يوماً، فكانت القسطنطينية من أعظم وأحصن القلاع في ذلك العصر، وبعد فشل العديد من محاولات السلطان العثماني محمد الفاتح في إبرام معاهدة تسليم للقسطنطينية طوعاً وسلماً، تلك المحاولات التي قُبلت بالرفض التام من الأمبراطور البيزنطي قسطنطين الحادي عشر، وكانت المعاهدة أو الأتفاق الذي يريد إبرامه السلطان محمد الفاتح، ينص على بقاء القسطنطينية كما هي وبقاء الأمبراطور على رأس حكمه، ولكن فقط تدخل الأمبراطورية البيزنطية أو الأمبراطورية الرومانية الشرقية كما كان يطلق أيضا تحت ولاية الدولة الإسلامية، ولكن بعد الرفض التام فقد أستمر الجيش الإسلامي في الحصار، حتى أستطاع فتح القسطنطينية عنوة، أي بالقوة والحرب ليست بالسلم أو بالإتفاق، ووفقاً للمواثيق الدولية والقوانين المعترف بها دولياً إلى اليوم، أنه في حال الحرب فالمنتصر يملك كل الشئ والمهزوم يخسر كل شئ،وبناءً على ذلك قام سلطان المسلمين آن ذاك محمد الفاتح بتغيير نشاط العديد من الكنائس فحول بعضها إلى مساجد والبعض إلى كنائس مع تغيير مذهبها من الأرثوذكسية إلى الكاثوليكية، والبعض الأخر إلى كنيس يهودي، وقد وقع الأختيار على كنيسة أيا صوفيا لأن تكون مسجداً.
وكما حدث في الأندلس وتحولت العديد من المساجد إلى كنائس وخلافه بل أجبر المسلمين على تغيير دينهم، أو الموت في محاكم التفتيش في أحداث دامية يشهد عليها العالم أجمع،
بل وفي العصر الحديث في فلسطين المحتلة تجد العشرات من المساجد حولت لمعابد وللأسف تجد أفضل أشكال التحول وجد في صورة العابد فالكم الأكبر من المساجد حول لخمارات ومراقص وملاهي ليليه، وفي بعض الأحيان أسطبلات للخيل أو مراعي للخراف وغيرها.
فالذي قام به السلطان محمد الفاتح لم يكن غريب في عهده ولا في عهدنا، ولكن الغريب هو أن تقوم تركيا بإعادة فتح أيا صوفيا كمسجد من جديد بعد أن حولها مصطفى كمال أتاتورك الذي أعلن أنتهاء الخلافة الإسلامية وأعلن قيام الجمهورية التركية العلمانية إلى متخفاً كما كان من أبرز قراراتة إلغاء الأذان باللغة العربية وحول تركيا من دولية راعية للأسلام والمسلمين، إلى دولة عدوة للإسلام والمسلمين، فجاء الرئيس المسلم رجب طيب أردوغان الذي يسعى جاهداً لأن يعيد تركيا في مكانتها التاريخية الصحيحة وإعادتها لما كانت عليه ليس من حيث القوة، ولكن من حيث الدين، فكانت الجريمة هي كيف يجرأ مسلماً على إتخاذ قرار مثل هذا، كيف يجرأ مسلماً رفع رأسه في وجه العالم الغربي المتغطرس، فتجد من هم من أبناء جلدتنا هم من يتوجهون بالأنتقادات الحادة إلى أردوغان بل وتنال الأنتقادات من الدولة العثمانية ومن السلطان محمد الفاتح شخصياً الذي نبأ به نبينا الكريم قائلاً (لتفتحن القسطنطينية فنعم الأمير أميرها ونعم الجيش ذلك الجيش)
خلاصة القول أيا صوفيا هي مسجداً وحقاً مستحق للسلطان محمد الفاتح الذي جعلها وقفاً للمسلمين لا يجوز العبث به أو تغيير هويته.
تعليقات
إرسال تعليق